يثل نيوز/أحمد حوذان
قال الشيخ عبدالرحمن الأَعذل إن ما جرى مع الشيخ عبدالباسط من مضايقات وتهديدات واعتداءات يأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تنفذها مليشيات الحوثي ضد العلماء والدعاة والمراكز الدينية في مناطق سيطرتها، مؤكداً أن تلك الممارسات تكشف الوجه الحقيقي للطائفية الحوثية القائم على الحقد والإقصاء ورفض التعايش.
وفي تصريح خاص لموقع “يثل نيوز ” – أوضح الأَعذل رئيس فرع حزب الرشاد في مأرب،أن مليشيات الحوثي تعمدت إغلاق مركز السنة في صنعاء بشكل متكرر، ومنعت إقامة الدروس الدينية، كما استخدمت أساليب التعذيب بالصعق الكهربائي لترهيب المشايخ والطلاب، وفرضت بالقوة خطباء ومحاضرين تابعين لها، وألزمت الجميع بالاستماع إليهم تحت التهديد.
وأضاف أن الحوثيين مارسوا ضغوطاً على الدعاة لتبني خطب ومحاضرات تخدم مشروعهم السلالي، واتهموهم بالتجسس والتواصل مع الخارج، إلى جانب اقتحام المراكز الدينية بالقوة، مشيراً إلى أن حادثة التهجير الأخيرة تمثل حلقة جديدة من مسلسل الاستهداف الممنهج ضد رموز التنوير والاعتدال في اليمن.
وأكد الأَعذل أن هذه الممارسات تأتي في سياق مساعٍ حوثية لتفريغ المناطق الواقعة تحت سيطرتها من الوجود السني، وتحويل المساجد ودور تحفيظ القرآن إلى منابر تعبئة طائفية تخدم فكر الجماعة ومشروعها السلالي.
وأشار إلى أن القيادات السلفية – كسائر القيادات الوطنية – تدرك أن المشروع الحوثي مشروع تدميري يستهدف جميع أبناء اليمن دون استثناء، لافتاً إلى أن المليشيات لا يمكن أن تتعايش مع أي فكر أو مذهب مخالف لها، مستشهداً بحوادث التهجير التي طالت دماج وعدداً من المراكز الدينية الأخرى.
كما كشف الأَعذل أن المليشيات قامت قبل أشهر بتصفية الشيخ الحنتوس في محافظة ريمة، وأغلقت أكثر من 160 مسجداً وأربعة مراكز لتحفيظ القرآن في مدينة معبر الخاضعة لإشراف الشيخ محمد الإمام، رغم الاتفاقات السابقة الموقعة بينها وبين الجماعة، إلا أن الحوثيين – بحسب قوله – نكثوا جميع العهود بعد تحقيق مكاسب سياسية مؤقتة.
ووجه الأَعذل نداء إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية للقيام بدورها في توثيق الانتهاكات ووقف هذه الممارسات الممنهجة، مؤكداً أن الوقوف إلى جانب العلماء والطلاب المهجّرين واجب إنساني وأخلاقي وديني يفرضه ضمير كل حرّ في العالم.
وختم الشيخ عبدالرحمن الأَعذل حديثه بالتأكيد على أن ما تقوم به جماعة الحوثي يمس هوية اليمنيين الدينية والوطنية، داعياً أبناء اليمن كافة إلى الدفاع عن بيوت الله ومراكز التنوير التي تسعى المليشيات لتدميرها، محذراً من أن الجماعة تعمل على صناعة جيل مفخخ يحمل عقيدة طائفية متطرفة تهدد مستقبل اليمن وأمنه الفكري والمجتمعي.