ديسمبر 13, 2025
IMG-20251211-WA0088

يثل نيوز _ عمار عبيد

على وقع التوترات المتسارعة في وادي حضرموت، كانت الأحداث تتدحرج نحو مراحل أكثر حساسية مع اقترابها من منطقة العبر الحدودية مع المملكة العربية السعودية، حيث بدا أن المشهد يتّجه إلى مواجهة مفتوحة لولا تدخلات ميدانية دقيقة حالت دون انفلات الوضع، ومحاولات ما يسمى بالقوات الجنوبية التقدم للسيطرة على سلاح اللواء 23 ميكا، بدا أن المنطقة تقف على أعتاب منعطف عسكري خطير كان من شأنه أن يغيّر ميزان القوى في الشرق اليمني برمّته.

معسكر اللواء 23 ميكا، الذي وجد نفسه من اساسيات هذا التصعيد، رفع مستوى جاهزيته القتالية إلى الدرجة القصوى واستعد للتعامل مع أي محاولة لانتزاع معسكره أو الاستيلاء على عتاده، وتمكن بفضل انضباطه وترابطه الداخلي من تثبيت مواقع حساسة ومنع تحول الاشتباك المحتمل إلى صدام شامل. ورغم قدرة اللواء الواضحة على المواجهة، إلا أن أوامر عليا جائت في نهاية المطاف بتسليم مقر اللواء ومغادرته، وهو قرار استدعى تنفيذاً بالغ الحذر لتجنب أي احتكاك أو خسائر يمكن أن تتوسع تداعياتها.

وحين كان الجميع يتحدث دون إنصاف، ظل من الضروري إظهار الإنصاف المستحق في حق القيادات الوطنية المحنكة القادرة على إدارة الأزمات، وقد جسّد رئيس عمليات اللواء 23 ميكانيكي العقيد الركن/ إسماعيل الخصفة هذا النموذج، مستلهماً حنكته من خبرة تمتد لأكثر من عقدين ونصف من الانضباط والعمل العسكري الجاد. 

وخلال ساعات التنفيذ، ظهر الخصفة كقائد يتمتع بقدرة استثنائية على إدارة الأزمات ببرودة أعصاب واتزان استطاع أن يحوّل ظرفاً قابلاً للاشتعال إلى عملية منظمة تحافظ على هيبة اللواء وتجنّب المنطقة صداماً واسعاً، فخبرته وانضباطه وحسه الوطني جعلت منه نقطة ارتكاز في لحظة شديدة التعقيد، وأسهمت قيادته في منع انزلاق وادي حضرموت نحو مواجهة كان يمكن أن تترك آثاراً طويلة الأمد.

وفي سياق قراءة هذه التجربة، تبدو الحاجة ملحّة لتأكيد أهمية الإنصاف في تقييم القيادات العسكرية التي أثبتت كفاءتها على الأرض، لتأتي هذه الرسالة إلى قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة من واقع تقييم مهني مبني على المعايشة المباشرة، ومن خلال ما تم الإطلاع عليه عن كثب أثناء عملية التنسيق، والتواصل المباشر مع تلك القيادات، وملاحظة أدائها تحت الضغط؛ فمثل هذه التجارب تعزز القناعة بالكفاءات القادرة على إدارة الأزمات وتستحق مواقع تتناسب مع دورها وحجم عطائها، وأن الاستثمار في هذه القيادات يعزز قوة المؤسسة العسكرية ويحافظ على توازنها في اللحظات الحرجة.

وهنا نوجه الشكر والتقدير للعقيد الركن/إسماعيل أحمد الخصفة على دوره المسؤول في إدارة واحدة من أكثر العمليات حساسية في تلك المرحلة؛ فقد أظهر نموذجاً للقائد الذي يوازن بين واجبه العسكري ومسؤوليته الأخلاقية في حماية الأرواح وصون الأصول، ونجح في مهمة دقيقة دون إراقة دماء، مثبتاً أن القيادة الحكيمة وحدها قادرة على حماية المصلحة العامة في لحظات الاختبار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *