أفادت مصادر إعلامية من محافظة ريمة أن الشيخ صالح حنتوس، إمام وخطيب دار القرآن الكريم في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، استشهد عقب قيام مليشيا الحوثي بمحاصرة منزله وتفجيره مع دار القرآن الكريم المجاور، في حادثة أثارت موجة غضب واستنكار شعبي واسع.
ووفقًا لمصادر محلية، شنت مليشيا الحوثي حملة أمنية على المنطقة، طوقت خلالها منزل الشيخ حنتوس ودار القرآن الكريم، بذريعة إقامة حلقات تعليم دينية غير مرخصة. وبعد محاصرة المكان لساعات، أقدمت عناصر المليشيا على إطلاق قذائف على المبنى ومن ثم تفجيره على رؤوس من فيه، ما أدى إلى استشهاد الشيخ حنتوس وعدد من أفراد أسرته، وتدمير المنشأة التعليمية.
وأكدت المصادر أن المليشيا منعت فرق الإنقاذ والمواطنين من الوصول إلى الموقع عقب التفجير، في محاولة لطمس آثار الجريمة والتكتم على عدد الضحايا. وأشارت إلى أن الشيخ حنتوس كان معروفًا في منطقته بنشاطه الدعوي السلمي واهتمامه بتعليم القرآن للأطفال والشباب.
أهالي مديرية السلفية عبّروا عن إدانتهم الشديدة للجريمة، واعتبروها اعتداءً سافرا على بيوت الله ومراكز التعليم الشرعي، مطالبين بسرعة التحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤولين عنها، وموجهين نداءً للمنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية للتدخل العاجل لوقف الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا في محافظة ريمة ومناطق أخرى خاضعة لسيطرتها.
وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة من الانتهاكات الحوثية ضد العلماء والدعاة والمؤسسات الدينية، والتي تُنفذ تحت ذرائع واهية بهدف تقييد العمل الديني المستقل، وفرض رؤية أحادية تتعارض مع روح التعدد الديني والمذهبي في البلاد.
وكان الشيخ قد سجل وصيته مؤثرة في تسجيل صوتي متداول عقب اقتحام
المليشيات لمنزله في مديرية السلفية بمحافظة ريمة
وكان الشيخ صالح حنتوس، الذي تجاوز السبعين من عمره يعاني من أمراض مزمنة، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، قد فرضت عليه المليشيات الحوثية حصارا مسلحاً استمر لساعات واستهدفت منزله بالقصف واشتعلت فيه النيران .
بعد أن تعرض هو وأخوه الشيخ سعد لسلسلة من الانتهاكات المستمرة منذ سنوات ما تسبب بإصابة الشيخ سعد بجلطة نقل على إثرها إلى العلاج في الخارج.
وفي تسجيل صوتي متداول، كشف الشيخ حنتوس تفاصيل الاعتداءات المتكررة ضده، قائلًا:
“بسم الله الرحمن الرحيم. هذه وصيتي إلى الناس جميعًا. هذا اعتداء صارخ. ضربوا علي إلى داخل المسجد وحاولوا اغتيالي، وأنا مظلوم. بزّوا مرتباتي ونهبوا المبنى وما بش مع التربية وضري، ثم بزّوا مرتباتي ومرتبات زوجتي. رموا على أولادي داخل السوق. اتجهنا إلى الدولة لكن لم ينصفنا يومها فؤاد الجرادي، والآن جاء فارس روبع يهددني أنه سيقصف علي البيت.. إنا لله وإنا إليه راجعون. حسبنا الله ونعم الوكيل. إن شاء الله أنها شهادة في سبيل الله. من مات دون عرضه أو قاتل دون عرضه أو ماله فهو شهيد. إن شاء الله أكون شهيدًا عند الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”*
وأشار التسجيل إلى اتهامات الشيخ حنتوس لسلطات الأمر الواقع بالتواطؤ وعدم إنصافه، مؤكدًا استهدافه هو وأسرته بشكل متعمد.
