يوليو 29, 2025
cb4671fd-0397-4aac-86f7-03494364c67b

أحمد حوذان

في مشهد يتكرر مرارًا وتكرارًا، وصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم الثلاثاء إلى العاصمة المؤقتة عدن. استقبله رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك لمناقشة “جهود إحلال السلام” والفرص المزعومة لاستئناف “العملية السلمية” التي طالما كانت مجرد سراب في ظل ما يعانيه اليمنيون من ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا.

 

يأتي هذا اللقاء في وقت يعيش فيه المواطن اليمني تحت وطأة العدوان الحوثي الممنهج، الذي لم يرحم أحدًا. غروندبرغ، الذي لم يتمكن حتى الآن من الإفراج عن الرهائن الموظفين في المنظمات الدولية المحتجزين لدى ميليشيا الحوثي، يتحدث عن سلام يبدو أنه ليس لإنقاذ اليمنيين، بل لتطويل معاناتهم أكثر. فهل يعقل أن يكون هذا “السلام” مجرد غطاء لتوسيع نفوذ الميليشيا، وتمكينها من تدريب وتأهيل وتجنيد المزيد من الأطفال والشباب، مما يمنحها الضوء الأخضر لمواصلة القتل والاختطاف لكل من يقف أمام مشروعها التدميري؟

 

“السلام” المزعوم: تعطيل إنساني وتأجيج صراع.

من خلال الاطلاع على اللقاء من وكالة سبأ الحكومية

استمع رئيس الوزراء من المبعوث الأممي إلى إحاطة حول تحركاته واتصالاته الأخيرة “لإنهاء حالة الجمود” في العملية السياسية. لكن الجمود الحقيقي يكمن في استمرار الحوثيين في احتجاز عدد من موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات المحلية والدولية والبعثات الدبلوماسية، واستمرار عرقلة جهود العمل الإغاثي، في تحدٍ سافر للقانون الدولي الإنساني. هذه الممارسات تثبت أن الميليشيا لا تؤمن بالسلام، بل تستخدم أي محاولة للتهدئة لتعزيز قبضتها وتوسيع جرائمها.

 

مرجعيات السلام: أين هي على أرض الواقع؟

جدد رئيس الوزراء التزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بمسار السلام، مؤكدًا الحرص على دعم كافة الجهود الأممية والإقليمية والدولية الرامية إلى إحلال “السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على المرجعيات الثلاث المتوافق عليها”، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216. لكنه أشار بوضوح إلى أن نجاح أي مقاربة سياسية يتطلب معالجة جذور الصراع المتمثل في إنهاء الانقلاب الحوثي وإدراك النهج المدمر للميليشيا لأمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم. فكيف يمكن الحديث عن سلام حقيقي بينما يرفض الطرف الأساسي في النزاع أدنى مقومات التعايش ويستمر في جرائمه؟

 

“جهود” أممية: تطويل للمعاناة أم حلول حقيقية؟

أعرب رئيس الوزراء عن تقديره لجهود المبعوث الأممي وفريق عمله، بينما جدد غروندبرغ التزام الأمم المتحدة بمواصلة جهودها نحو إيجاد حل سياسي. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى متى ستستمر هذه “الجهود” التي لم تحقق نتائج ملموسة لإنقاذ الشعب اليمني، بل يبدو أنها تطيل أمد معاناتهم وتمنح الميليشيا الإرهابية المزيد من الوقت والمساحة لتدمير ما تبقى من اليمن؟

 

هل سيتمكن هذا الفصل الجديد من “الجهود الدبلوماسية” من كسر دائرة الفشل، أم أنه مجرد حلقة أخرى في سلسلة الوعود الأممية التي لا تنتهي، بينما تستمر معاناة اليمنيين على يد ميليشيا لا تؤمن إلا بالقتل والتدمير؟

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *