يثل نيوز /د. سيف الوجيه
تحل على اليمن هذا العام الذكرى الثانية والستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة 1963م، في وقت يعيش فيه الشعب اليمني بمختلف أطيافه ونخبه ومثقفيه مرحلة صعبة يمكن وصفها بـ”مرحلة التاءات الخمسة”: التأزيم، والتقزيم، والتطويع، والتقسيم، والتسليم، وهي مرحلة انعكست آثارها على حياة المواطن الذي بات يعيش حالة من اللامبالاة أو اللا عودة أو اللا أمل.
ورغم ما تحمله ثورة أكتوبر من معاني النصر والفخر لكل اليمنيين، فإن ذكراها الثانية والستين تأتي محمّلة بالقلق والخوف من المستقبل، نتيجة غياب الحامل الحقيقي لمشروع الثورة في الجنوب، إذ لم يعد – بحسب الكاتب – ممثلاً أصيلاً أو فكرياً لأهداف وتطلعات رواد الثورة من أمثال راجح لبوزة، شائع، عنتر، مطيع، مدرم، الشعبي وغيرهم.
ويرى الوجيه أن من يرفعون اليوم شعار أكتوبر لا يمثلونها فعلياً، بل أصبحوا – كما يصفهم – أدوات تنفذ أجندات خارجية تعمل على تمزيق النسيج الوطني، بعيداً عن أهداف الثورة المتمثلة في حماية المشروع الوطني وتحقيق الوحدة اليمنية ضمن الإطار العربي الأوسع.
ويؤكد أن ما يحدث في الساحة الجنوبية لا يتجاوز كونه “فقاعات”، معبراً عن ثقته بقدرة أحرار الجنوب على تجاوز هذا الواقع، وإعادة اللحمة الوطنية في إطار كيان يمني موحد يضمن الشراكة في السلطة والثروة، ويعيد لليمن مكانته الطبيعية بين الشعوب العربية والإسلامية.
ويختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أهمية الهبّة الوطنية لاستعادة مسار اليمن بعيداً عن مشاريع “التاءات الخمسة”، قائلاً:
“المجد للثورة والثوار، والخلود للشعب المغوار، والنصر لكل يمني حر كريم، والخزي والعار للخونة والعملاء والمندسين”.