سبتمبر 20, 2025
images (15)

 

يثل نيوز : متابعة خاصة

وسط حالة من التفاؤل الشعبي وحذر التجار، يواصل الريال اليمني تحسنه الملحوظ أمام العملات الأجنبية، مدفوعاً بسلسلة من القرارات الحاسمة التي اتخذها البنك المركزي اليمني في عدن. هذه القرارات، التي شملت إيقاف شركات صرافة وتقييد الحوالات، بدأت تضيق الخناق على شبكات التحويل غير الرسمية التي كانت تعمل لعشر سنوات خارج نطاق السيطرة.

حملات رقابية حازمة ومطالبات بقوائم أسعار جديدة

تزامنت إجراءات البنك المركزي مع تحركات ميدانية من قبل الجهات الحكومية لضبط الأسواق. في محافظة تعز، أكد عبد الودود العديني، نائب مدير عام مكتب الصناعة والتجارة، أن وزير الصناعة والتجارة محمد الأشول دعا كبار التجار إلى إصدار قوائم سعرية جديدة تتماشى مع تحسن قيمة الريال. وأوضح العديني أن هذه القوائم أصبحت إلزامية، مشيراً إلى أنه “ما كان سعره بالأمس بريال سعودي يعادل 750 ريال يمني، أصبح اليوم بسعر 425 ريالاً”.

وأضاف العديني أن الأمور تسير بشكل جيد، وقد تم إحالة نحو 125 قضية مخالفة للنيابة العامة خلال اليومين الماضيين. وأشاد بالتفاعل الكبير من قبل المواطنين الذين قدموا بلاغات لغرفة العمليات التي تعمل على مدار الساعة، وهو ما وصفه بـ “الاستجابة الوطنية” غير المعهودة سابقاً.

هل التعافي حقيقي أم مجرد “بلبلة”؟

من جهته، وصف الصحفي الاقتصادي نجيب العدوفي خطوة إصدار قوائم سعرية جديدة بأنها “إيجابية” ولكنها “يجب أن تكون مدروسة وغير متهورة”. يرى العدوفي أن الحكومة تحاول استعادة ثقة الشارع بعد سنوات من الغياب، لكنه يخشى ألا يكون التعافي النقدي “يحمل مقومات الاستدامة”. وأوضح أن التحسن المتسارع والمفاجئ للريال لا يستند إلى أي أسس اقتصادية حقيقية، وإنما هو نتيجة لإجراءات إدارية من البنك المركزي لم تُتخذ في السنوات الماضية، ما أدى إلى انكماش في سوق المضاربة.

ودعا العدوفي الحكومة إلى إيجاد توازن وعدم الصدام مع القطاع الخاص، الذي يعتبره شريكاً في التنمية، لتجنب حدوث انهيار تجاري قد تكون عواقبه وخيمة. وأكد ضرورة العمل على دراسة هذه الإجراءات بالتعاون مع التجار، ووضع آلية واضحة للأسعار الجديدة بشكل تدريجي.

البنك المركزي “صحا متأخراً”.. ولجنة الاستيراد هي الأمل

بدوره، اعتبر الصحفي الاقتصادي وفيق صالح أن الخطوات الأخيرة للبنك المركزي هي ما كان يجب أن يتخذه منذ سنوات. وأشاد بهذه الإجراءات الإدارية التي تعمل على إعادة ضبط القطاع المصرفي وتقليل المضاربة بالعملة. وأضاف صالح أن “الحبل كان مفتوحاً على الغارب”، مما سمح بنمو الشبكات الموازية والسوق السوداء التي أضرت بقيمة الريال اليمني.

وحدد صالح الخطوة الأهم الآن في تشكيل لجنة الاستيراد، معتبراً أن نجاحها مرهون بإقبال كافة المستوردين عليها. وأوضح أن هذه اللجنة ستقلل بشكل كبير من الطلب على النقد الأجنبي في السوق السوداء، وستنهي “عملية العبث والتلاعب بقيمة الريال اليمني”، وستفوت الفرصة على المتلاعبين وحتى على ميليشيا الحوثي التي استغلت هذا الفراغ لسنوات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *