
يثل نيوز /أحمد حوذان
بمشاركة رسمية وشعبية واسعة، احتضنت مدينة مأرب الاثنين ندوة علمية مهمة بعنوان “محو الأمية وأثرها على التنمية المستدامة”، بالتزامن مع اليوم العالمي لمحو الأمية. الندوة، التي نظمتها أكاديمية فرق للتدريب بالشراكة مع مكتب محو الأمية وتعليم الكبار بالمحافظة، هدفت إلى تسليط الضوء على هذه القضية المحورية وتقديم حلول لمواجهتها.
وفي كلمته الافتتاحية، وصف وكيل المحافظة للشؤون الإدارية، عبدالله الباكري، الأمية بأنها “سرطان الشعوب وآفة تعيق أي جهود للنهوض والتنمية”، محذراً من أنها تحوّل الشعوب إلى “قطعان”. وأشار الباكري إلى أن ثورة 26 سبتمبر كان من أهدافها الرئيسية تحرير الشعب من الجهل والأمية التي كرّستها سلطات الكهنوت السلالي، مؤكداً أن اليمن شهد قفزة نوعية في مجال التعليم ومكافحة الأمية على مدى خمسة عقود من عمر الجمهورية.
ولفت الباكري إلى أن ما يعانيه اليمن اليوم من صراعات وعودة “الإماميين السلاليين ممثلة بمليشيا الحوثي الإرهابية” استغل حالة الأمية والجهل المنتشرة. وأضاف أن الميليشيا استهدفت بشكل ممنهج القطاع التعليمي والمعرفي، بهدف نشر الجهل وتكريسه بين الأجيال، وتغيير هويتهم الوطنية والثقافية، وتكريس “ثقافة الكراهية وخرافة الحق الإلهي”.
ودعا وكيل المحافظة إلى تكاتف كافة الجهود الرسمية والشعبية لمواجهة هذا المشروع، معتبراً دعم التعليم والتنوير إحدى أهم الجبهات للقضاء على المشروع السلالي واستعادة مؤسسات الدولة.
من جانبه، استعرض مدير عام مكتب محو الأمية، منير قاسم، الجهود المبذولة في المحافظة لمكافحة الأمية، خاصة بين النازحين الذين تزيد الأمية بينهم بسبب ظروف الحرب والنزوح. وأوضح أن المراكز تمكنت من تخريج 1060 طالباً وطالبة خلال الفترة من 2020 إلى 2025، رغم عملها دون موازنة تشغيلية.
وقد ناقشت الندوة أربعة محاور أساسية، حيث قدمت هاجر قوزع المحور الأول حول مفهوم الأمية وأبعادها، فيما عرضت نسيبة الشوكاني الأسباب البنيوية لانتشارها. وتناولت ثويبة عدنان ربط الأمية بالتنمية المستدامة، بينما قدمت خديجة النهمي النتائج والتوصيات.
حضر الندوة نائب وزير التربية والتعليم الدكتور علي العباب ووكيل وزارة الثقافة عبدالرحمن النهاري، وعدد من مديري العموم والكوادر التربوية ومسؤولي مراكز محو الأمية، ما يعكس أهمية الحدث.