
مع انطلاق العام الدراسي الجديد في مناطق سيطرتها، أعلنت وزارة التربية والتعليم التابعة لمليشيا الحوثي عن إصدار منهج دراسي جديد يحمل طابعًا طائفيًا صارخًا، في خطوة أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط التربوية والمجتمعية. هذه التعديلات تُشير إلى محاولة متواصلة من قبل المليشيا لفرض أيديولوجيتها والسيطرة على الوعي الثقافي للأجيال القادمة.
وبيّنت مصادر تربوية أن التعديلات الجديدة على المناهج تأتي ضمن خطة ممنهجة تهدف إلى فرض الفكر الطائفي والسلالي، وتعزيز مفهوم “الولاية”، وتقديس زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي. يُعد هذا محاولة مكشوفة لغسل أدمغة الطلاب وتحويل المدارس إلى أدوات تعبئة أيديولوجية تخدم أجندة المليشيا.
وأكدت المصادر أن مليشيا الحوثي نظّمت دورات خاصة لعدد من المعلمين الموالين لها لتدريبهم على أساليب تدريس المنهج الجديد. في المقابل، تم استبعاد مئات المدرسين المتطوعين واستبدالهم بعناصر حوثية، لضمان التزام المعلمين بترويج المحتوى الطائفي الجديد داخل الفصول الدراسية.
وأشارت المصادر إلى أن هذه التغييرات السنوية في المناهج الدراسية تحظى بدعم من بعض المنظمات الدولية، التي تساعد الحوثيين في طباعة وتوزيع المناهج المعدّلة، على الرغم من مخالفتها لمعايير التعليم الوطني المعتمد من الحكومة الشرعية. هذا الدعم يثير تساؤلات حول مدى فهم هذه المنظمات لتأثير هذه المناهج على مستقبل التعليم والهوية اليمنية.
يُذكر أن مليشيا الحوثي دأبت خلال السنوات الماضية على إدخال تعديلات متكررة على المناهج الدراسية، لتتماشى مع أيديولوجيتها الطائفية المستوردة من إيران، في محاولة لفرض سيطرتها على الوعي التربوي والثقافي للأجيال اليمنية القادمة وتشييع المجتمع وفق أجندة إيران في المنطقة.